:
السّر في متانة الحَبل الذي يربطنا أننا نخوضُ عواصِف الزّمن معاً دائماً
، في اتجاه واحِد ، وَ أننا و إن كُنا لا نُحِب الأشياء ذاتها إلا أننا نعوّد
أنفسنا على حبّها فقط لأن الأخرى تُحبّها ، وَ أننا و إن كُنا بحاجة إلى
تَجاهل العالم بأكمله ، فإننا نفعل .. إلا مِن بَعضِنا !
الأسرار عَديدة ، وَ لكن الشيء الحقيقي الذي يَجمعنا لا يُمكن أن يُوصَف
، شَيءٌ يَسكُن في أقانيمِ قلبَينا ، شَيءٌ كلّما ابتعدنا جرّنا لنَعود ، شيءٌ
يُبقينا على قيد الحَياة وَ يروينا قَليلاً كلّما اشتد ظمأ الألم .. شيءٌ أعجز
عن تسميته / وَصفِه ؛ لأني أؤمن كثيراً بأن الأشياء الأعمق لا نَفهَمُها !
دَربُنا الذي تَخوضه كلاً مِنا بِرفقة رَفيقَتِها زاخِرٌ بالمَعانِي وَ الوَقفاتْ ،
التي تُعجِز " سَعادةً لا ألَماً " عَنْ وَصفِها أو التّعبير عَنها ؛ المَشاعِر لا
يُمكِن أن توصَف بِدقة أبداً .. فَهي لَن تَكونَ مَشاعِر إنْ أمْكَن ذلِك .
المُشكِلة الكُبرى أن رفيقَة دَربي / صَديقتي / أُختي .. وَ أشْياءٌ أُخرى
لا تُكتب " وَ المَعنى واحِد " هِي النور الذي تُستضاء بِه حَياتِي ، هِي
كالشّيء الذي أدمنه وَ لا أقوى على تَركِه ، هِي كالحَياة التي تبعث فيّ
مِن بين أحضان المَوتْ ، هِي كالهَواء الذي يَعقب الإختناقْ ، هِيَ
كالنّسمة التي تُدفّئ ببرودتها حرارة الرّوح الوَحيدة .. أو حَرارَتِها !
وَ حيثُ أني أحب أنْ أَكونَ وَ إيّاها روحاً واحِدة ، قَلباً واحِداً ، فِكراً واحِداً
، تَزول أكبر المَشاكِل .
:
يَقال : " الصّداقة .. اقتسامُ أرواح " ، وَ لكني وَ صديقَتي لا نَقتَسِمُ الأرواح .. نَحنُ نَتشارَكُها !